الخميس، 21 يونيو 2018

الوقاية من الزهايمر


 للوقاية من الزهايمر:
أولاً: زيادة المواد المضادة للأكسدة
الإلتهابات المستمرة تعني زيادة حدوث التأكسد في الجسم وبالتالي زيادة الحاجة إلى المزيد من المواد المضادة للأكسدة مثصل فيتامين أ والبيتا كاروتين وفيتامين ج وفيتامين هـ والتي أكدت الدراسات أنها تكون منخفضة لدى المصابين بالزهايمر، نفس الشيء بالنسبة لمضادات الأكسدة الأخرى مثل السيستين وأنزيم Q10 والجلوتاثيون والأنثوسيانيدينس والميلاتونين، تعتبر الفاكهة والخضروات غذاء مهم وضروري للمسن بلا منافس، بالإضافة إلى الحبوب الكاملة والقليل من البقول، عصائر التوت والعنب والفراولة والبرتقال الطبيعية كلها ذات مفعول مذهل في الحفاظ على العقل والذاكرة من الشيخوخة والوهن بعملها كمضادات للأكسدة...
أوضحت إحدى الدراسات التي أجريت على النساء المسنات علاقة عكسية بين التراجع العقلي وكمية الثمار المتناولة، فكلما زادت كمية الثمار المتناولة يوميًا قل التراجع العقلي والعكس صحيح.
بشكل مختصر من الممكن الحصول على جميع أنواع مضادات الأكسدة عن طريق تناول الكثير من الخضروات والفواكه الطازجة بما لا يقل عن ستة وحدات في اليوم.

ثانيًا: تناول الأحماض الدهنية أوميغا3
من المعروف أن أسماك السلمون والتونة والرنجة والماكريل هي أفضل مصادر هذا النوع من الدهون في الطعام ووفقًا لدراسة أجرتها الدكتورة مارثا موريس وزملاؤها في معهد شيكاغو راش للشيخوخة الصحية أكدت فيها بأن تناول هذه الأسماك لمرة في الأسبوع يقلل من خطر ظهور الزهايمر بنسبة 60 في المائة.
تابع الباحثون 815 شخص تتراوح أعمارهم بين 65 إلى 94 سنة لمدة سبع سنوات وجدوا فيها أن المدخول الغذائي من الأسماك كان مرتبطًا ارتباطًا قويًا بظهور الزهايمر، وكان النوع (DHA) من دهون أوميغا 3 هو الأكثر تأثيرًَا على الحالة العقلية لعينات الدراسة فكلما ارتفعت كميته في الجسم كلما انخفضت خطورة الإصابة بالزهايمر.
يحتاج المسنين إلى الكثير من الأسماك والزيوت عديدة عدم التشبع مثل زيت بذرة الكتان وزيت السمك، أما زيت الذرة وزيت دوار الشمس فتناولها يعتبر حاجة ضرورية من الدرجة الثانية، كونها الأكثر شيوعًا في العالم نتج عنها أزمة نقص بعض الأحماض الدهنية من النوع أوميجا 3.
للأسف فإن الأحماض الدهنية من النوع أوميجا 3 لا تعد ذات فائدة بعد الوصول إلى مرحلة متقدمة من الإصابة بمرض الزهايمر للشفاء، فعلى عكس ما اقترحته بعض الدراسات بتناول جرعات عالية من أحماض أوميجا 3 الدهنية الشائع وجودها في الأسماك الزيتية تؤكد دراسة حديثة نشرت عام 2010م بالمجلة الأمريكية للتغذية الطبية أن تناول كبسولات زيت السمك لم يكن ذو فائدة تذكر في تحسين إدراك مرضى  الزهايمر المسنين، حيث تمت الدراسة على 867 مسن تتراوح أعمارهم بين 70 – 80 بعد تقسيمهم إلى مجموعتين تم إعطاء المجموعة الأولى كبسولات زيت السمك لمدة عامين بينما أعطيت المجموعة الأخرى كبسولات وهمية، وبعد مرور العامين ارتفعت مستويات أحماض أوميجا 3 الدهنية في دماء المجموعة الأولى، تم تعريض المجموعتين لسلسلة من اختبارات الذاكرة والتركيز، لم تتغير وظائف الإدراك في كلا المجموعتين، يختلف الأمر لدى المسنين في المرحلة الأولى من الإصابة وقبل أن تستفحل المشكلة وذلك كما يخبرنا الدكتور إيفون فرويند ليفي بمعهد كارولين في استوكهولهم بالسويد، حيث قارن تأثير المكملات الغذائية المحتوية على أحماض أوميجا-3 الدهنية مع علاج وهمي في التأثير على 204 مريض يعانون من مرض الزهايمر في أول مراحله، وجد خلال الدراسة أن المرضى الذين تناولوا مكملات أوميجا 3 انخفض لديهم تدهور الذاكرة.
أما الدهون المشبعة التي تتواجد في السمن والزبدة والزيوت المهدرجة فلا حاجة لها إطلاقًا، بل تركها أولى لمزيد من النشاط والصحة الجسدية والعقلية.
ثالثًا: الابتعاد عن مسببات الإجهاد والكورتيزول
ينتج الكورتيزول في الغدة الكظرية نتيجة لحدوث ضغط نفسي أو جسدي لفترات طويلة، فقد أكد الأستاذ روبرت سابولسكي في جامعة ستانفورد أنه برغم أن الكورتيزول هو  هرمون قوي مضاد للإلتهابات إلا أن زيادته قد تسبب تلفًا في المخ، أظهرت الدراسات على الفئران أن أسبوعان من التوتر المسبب لإرتفاع هرمون الكورتيزول قد تسبب موت الكثير من الخلايا العصبية، لذلك يجب عدم استخدام العلاجات المكونة من الكورتيزول لدى المرضى المصابين بالزهايمر أو المهددين بالإصابة.
باستخدام تقنية تصوير الدماغ أظهر الدكتور دوغلاس بريمنر لجامعة يال بأن الجزء المسئول عن التعلم والذاكرة في الدماغ أصغر لدى المرضى في مرحلة النقاهة من أو توتر عصبي، كما أكد  باحثون في جامعة سابينز أن مستويات هرمكون الكورتيزول أعلى بشكل ملحوظ لدى المصابين بالزهايمر، كما أن استنفاذ الغدة الكظرية يمكن أن يؤدي إلى انعدام الكورتيزول وهو ما يسبب تفاقم الالتهابات، لذلك يجب على المهتمين بعقولهم وذاكرتهم عدم التعرض للضغوط والتوترات العصبية والنفسية.
رابعًا: زيادةو مستوى فيتامين ب لخفض الهيموسيستين
الاكتشاف الساخن والوحيد فيما يتعلق بالهيموسستين وعلاقته بخطر الإصابة بالزهايمر المرض الذي يرتبط بقوة بمستوى الحامض الأميني السام الهيموسيستين في الجسم، وعن طريق عمل اختبار لمستوى الهيموسستين يصبح بإمكاننا معرفة مدى إمكانية تعرضنا للإصابة بالزهايمر وتلافي تدهور قدراتنا العقلية. في دراسة بمجلة نيوإنجلند الطبية نشرت في سنة 2002م تمت على 1092 مسن غير مصاب بالخرف، تم فيها قياس مستوى الهيموسستين في أجسامهم، وبعد مرور سنوات أصيب 111 شخص بالخرف، 83 منهم ارتفعت لديهم مستويات الهيموسستين في الدم. في اسكوتلندا وجد الباحثين أن انحدار الأداء العقلي في الشيخوخة يرتبط بارتفاع مستوى الهيموسستين وانخفاض مستوى أنواع معينة من فيتامين ب مثل حامض الفوليك وفيتامين ب12، كما وجدوا بمتابعة المشاركين في الاستطلاعات العقلية أن أكثرهم نشاطًا عقليًا هم الذين يمتلكون أفضل مستوى من فيتامينات ب وحدود منخفضة جدًا من الهيموسستين، ارتفاع ستوى الهيموسستين في الدم رافق انخفاض في النشاط العقلي بنسبة 7-8 %.
في دراسة مماثلة بكاليفورنيا تم فيها متابعة النظام الغذائي لـ 579 مسن من الرجال والنساء فوق الستين، بعد تسع سنوات أصيب 57 منههم الزهايمر، وبعد فحص الأشخاص الأصحاء وجدوا معدلات مرتفعة من حامض الفوليك خفضت خطر تعرضهم للزهايمر بنسبة 55%.
تشير الكثير من الأبحاث إلى وجود صلة بين ارتفاع الهيموسيستين وانخفاض كمية فيتامين ب، فقدان الذاكرة والعجز المعرفي والاكتئاب وانهيار الشخصية كلها أعراض ناتجة عن فقر الفيتامين، فما السبب الذي يجعل نقص فيتامينات مرتبط بكل هذه الأمراض؟ يحتاج الجسم فيتامين ب لتحويل الهيموسيستين من مادة سامة للدماغ إلى مادتين مفيدة، أحدهما يسمى الجلوتاثيون وهو مادة مضادة للأكسدة والأخرى حامض أميني يدعى (SAMe) وهو الحامض الأميني الضروري لـ (methylation) المفتاح الكيميائي لحدوث ملايين العمليات الحيوية الضرورية كل ثانية وللحفاظ على كيمياء الدماغ في حالة توازن.
خامسًا: الابتعاد عن التسمم بالمعادن – الألمنيوم والزئبق
وجدت سموم أخرى في أدمغة المصابين بالخرف والزهايمر، أظهرت بعض الدراسات زيادة تراكمات من الألمنيوم، العديد من المسوحات الوبائية ربطت بين استهلاك الألمنيوم في الماء وخطر الإصابة الزهايمر، كما أن مصادر أخرى مثل مواد  التجميل وبعض الأطعمة والمنظفات وحلل الطبخ قد تكون مصدر من مصادر الألمنيوم، يجب على المسنين الكشف عن مستوى الألمنيوم والزئبق والمسارعة في علاجها قبل أن تفاقم من مشاكل الذاكرة.
سادسًا: زيادة تناول الكروم لمرضى مقاومة الأنسولين
غالبًا ما يعاني مرضى مقاومة الأنسولين (النوع الثاني من مرض السكر) من بعض مشاكل النسيان، لكن المريض الذي يستطيع أن يسيطر على مشكلة مقاومة الأنسولين غالبًا ما تتحسن ذاكرته، المكمل الغذائي المكون من الكروم يحسن كثيرًا من طرح الجلوكوز في المرضى المصابين بمقاومة الأنسولين من المسنين ويؤخر المشاكل الإدراكية التي تنتابهم مع تقدم العمر.
سابعًا: الاهتمام بالنظام الغذائي
بصفة عامة قلة الحركة عدد المسنين وبطء تجديد الخلايا كلها عوامل تجبر المسن على تقليل مخصصات الطاقة من سكريات ودهون ونشويات وكذلك تقليل تناول البروتينات حيث أنها عوامل تزيد من نسبة الجذور الحرة في الجسم وبالتالي تزيد فرصة الإصابة بمرض الزهايمر وفقدان الذاكرة.
من أكثر الدراسات الملفتة للنظر في المعهد الوطني للشيخوخة بالولايات المتحدة الأمريكية أن الخلايا العصبية قادرة على البقاء على قيد الحياة لمدة قرن أ أكثر لدى كثير من المسنين، الأمر الذي يستلزم رعاية وعناية خاصة، فكما نعلم أن الإفراط في تناول الطعام وعدم ممارسة الرياضة هي أكثر العوامل خطورة للإصابة بالعديد من الأمراض بما فيها أمراض القلب والأوعية الدموية والسكر والسرطان، وقد أكدت الدراسات الجديدة أن تقليل السعرات المتناولة يمكن أن يزيد من قوة مقاومة الخلايا العصبية في الدماغ للموت والاختلال الوظيفي، لأن المواد الناتجة عن تقليل السعرات لها قدرة على حماية الخلايا العصبية من تزايد إنتاج الجذور الحرة عن طريق إنتاج البروتينات التي تساعد على منع ظهورها، كما أظهرت الأبحاث الأخرى في المعهد بأن النشاط الفكري والبدني يساعد على زيادة تخليق الموصلات العصبية والخلايا العصبية مجتمعة.
تشير الإحصاءات أن عدد مرضى الزهايمر حول العالم بلغ أكثر من 24 مليون ومن المتوقع أن يزيد العدد إلى 81 مليون مريض بحلول عام 2040.
العديد من البحوث تؤكد إمكانية منع حدوث الخرف أو إيقافه في المراحل المبكرة من الإصابة في حال تم الالتزام بالأنظمة الغذائية المساعدة على الشفاء، واحد بالمائة فقط من عدد المصابين بالزهايمر ترجع إصابته إلى الجينات الوراثية بينما تتحكم البيئة والسلوك الصحي في إصابة الباقين.
النظام الغذائي أحد أهم العوامل التي يمكن أن تساعد على تأخير أو منع الإصابة بمرض الزهايمر وفقًا لبحث تم في معهد توب لأبحاث الزهايمر وشيخوخة الدماغ بنيويورك على 2148 شخص من كبار السحن (65 سنة وما فوق) الذين يعيشون وفق قوى عقلية جيدة، حيث قدم الشاركون معلومات حول أغذيتهم، تم بعدها تقييم تطور الإصابة بالنسيان، كل سنة خلال أربعة سنوات، وخلال المتابعة أصيب 253 مشارك بمرض الزهايمر.
إما فيما يخص النمط الغذائي للناجين من المرض فقد كان عبارة عن جرعات أكبر من صوص السلطة، المكسرات، الأسماك، الطماطم، الدواجن، الفواكه، الخضروات الورقية الخضراء والخضروات الصليبية مثل الملفوف، القرنبيط، الرشاد، الكرفس، الخردل، بروكلي، فجل، فلفل حار، جرجير، لفت) بينما انخفض تناولهم للألبان الكاملة الدسم، اللحوم الحمراء ومنتجاتها والزبدة.
مزيج الأغذية المخفضة لخطر الإصابة بالزهايمر تظهر مسارات متعددة في منع تطور مرض النسيان، فمثلاً فيتامين ب12 وحامض الفوليك مهان للوقاية من آثار الهيموسيستين السلبية على الدماغ، أما فيتامين هـ فله تأثير مهم كمضاد للأكسدة التي تسبب الخرف واختلال الوظائف الإدراكية.
لا يزال السبب الدقيق للإصابة بالزهايمر مجهولاً، لكن استطاع الباحثون تحديد بعض العوامل التي تؤدي إلى المرض لتوخي الحذر منها، أهم هذه العوامل هي أمراض القلب والسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم والاكتئاب، وسوء التغذية، واستهلاك الكحول ومستوى التعليم.
استنادًا إلى هذه المعلومات قدر فريق من الباحثين في فرنسا والمملكة المتحدة العوامل التي من الممكن أن تكون أكثر خطورة والتي يمكن بتلافيها الوقاية من المرض بأعلى نسبة ممكنة في المستقبل القريب، وقد قاموا بتحليل بيانات 1433 شخص سليم تزيد أعمارهم عن 65 عام يعيشون في جنوب فرنسا، وخضع المشاركون للاختبارات المعرفية في بداية الدراسة وبعد سنتين ثم أربع سنوات ثم سبع سنوات.
كانت بيانات المشاركين توضح بعض المعلومات الهامة عنهم مثل الوزن والطول ومستوى التعليم والدخل الشهري والعادات الغذائية واستهلاك الكحول والتدخين، كما تم قياس نسبة تعرضهم للمرض بشكل وراثي.
أظهرت النتائج أن مقاومة الاكتئاب ومرض السكر وتناول الفواكه والخضروات من الممكن أن يقلل خطورة المرض بنسبة 21% وقد كان للوقاية من الاكتئاب بشكل منفرد قدرة عالية على التخفيف من الخطورة بنسبة 10% وذلك برغم عدم وضوح العلاقة بين الاكتئاب والزهايمر. كما أن زيادة التعليم تؤدي أيضًا إلى انخفاض خطورة التعرض للمرض بنسبة تقدر ب18%، أما القضاء على العوامل الوراثية المعروفة لم تحد من الخطر إلا بنسبة 7%.
يقترح الباحثون أن تبادر المراكز الصحية العامة بتشجيع محو الأمية في جميع الأعمار، ومعالجة أعراض الاكتئاب فورًا والفحص المبكر لإمكانية الإصابة بمقاومة الأنسولين "مرض السكر من النوع الثاني" قبل تطوره.
اقرأ أيضا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق