تحدث
الكثير من التغيرات والأنشطة في دماغ المراهق، فهذه المرحلة شديدة الحساسية نتيجة
للتغيرات العصبية التي تحدث في المخ، كما أن دماغ المراهق لا يزال ينموا حيث أثبتت
الدراسات نمو مناطق مختلفة في المخ أثناء مرحلة المراهقة.
يعني
الكثير من المراهقين من الاكتئاب النفسي وأمراض نفسية تظهر بدخولهم إلى هذه
المرحلة من العمر، وقد أكدت الأبحاث مؤخرًا أن تهور المراهقين في تناول الطعام
والامتناع عن الأغذية الصحية أمور مرتبطة بمزاج المراهقين وسلوكياتهم، في إحدى
الدراسات التي تمت على 7114 مراهق تتراوح أعمارهم بين 10-14 سنة، وجدت أن نوعية
الغذاء ترتبط بشكل كبير بمشاكل المراهقين النفسية والعصبية، علاوة على التأثيرات
الاجتماعية والاقتصادية والأسرية وغيرها من المؤثرات المحتملة.
في
العقود القليلة الماضية أصبح السكر مكون رئيسي للأطعمة التي يتناولها الناس
وخصوصًا المراهقين، نتج عن ذلك عدة آثار سلبية على الصحة أهمها السمنة ومرض
السكر، لكن لم يعرف أثر السكر على الاضطرابات السلوكية سوى مؤخرًا، ففي دراسة تمت
مؤخرًا على فئران التجارب لمعرفة تأثير الإمداد المستمر للسكر أثناء مرحلة
المراهقة على الصحة العقلية والاضطرابات السلوكية، وكانت النتائج سلبية جدًا، فقد
أدى استهلاك السكر المفرط إلى زيادة الاكتئاب المزمن والاضطرابات النفسية، كما أن
المتعة التي كانت تأتي من السكر تنخفض تدريجيًا مع استمرار الإمداد بالسكر.
يجب
أن يحافظ المراهقين على سلوك غذائي صحي أكثر من غيرهم كونهم مثل الأطفال يمرون
بمرحلة انتقالية ونمو سريع، إن الأخطاء التي تحدث في السلوك الغذائي لدى المراهق
آثارها لفترات طويلة من العمر، فمثلاً شرب الكحول يصبح أكبر خطرًا على دماغ المراهقين من دماغ البالغين، حيث تسبب تلف كبير
في الدماغ وأضرار في مناطق أكثر من البالغين.
نفس
القاعدة تنطبق على التدخين، فبرغم أن معظم المدخنين حول العالم بدؤوا التدخين في
سن المراهقة، إلا أنهم ولسوء الحظ هم أكثر تضررًا من غيرهم بسبب حساسية الدماغ في
هذه المرحلة من العمر، حيث أن النيكوتين يتدخل في عمل الجينات، بحيث تحدث الطفرات
الجينية بشكل أكبر عند المراهق مثله مثل الجنين والوليد حديث الولادة، كما أن
الإدمان على التدخين يتدخل في صناعة السلوك على المدى البعيد أيضًا.
كما
أن عدم الاهتمام بمستوى الحديد في الدم وإهمال تناوله في الأغذية منذ الطفولة
المبكرة له تأثير سلبي على مرحلة المراهقة والشباب، فنقص الحديد في مرحلة الطفولة
يؤثر سلبًا على مجموعة متنوعة من عمليات النمو العصبي حيث أنه يضعف قرن آمون ونظام
الدوبامين مما يؤثر على العمليات المعرفية، للأسف يؤثر هذا النقص المبكر على المخ
مع تقدم العمر، فقد أكدت الأبحاث هذا الاحتمال حيث أجريت مجموعة اختبارات على
مجموعة من الشباب الذين عانوا من نقص الحديد الحاد المزمن في طفولتهم وتبين
تراجعهم في الاختبارات العصبية المعرفية ومشاكل في الناقل العصبي الفرنتوسترياتال،
وللعلم فإن نقص الدوبامين يجعل المراهق معرضًا للإدمان، سواء كان الإدمان على الكحول
أو المخدرات أو بعض السلوكيات التي يدمنها مثل إدمان الطعام أو الجلوس على
الإنترنت أو إقامة العلاقات مع الجنس الآخر.
يعاني
الكثير من المراهقين من نقص أحماض أوميجا-3 الدهنية في غذائهم كالكثير من فئات
المجتمع، وفي دراسة أجريت لمعرفة تأثير أحماض أوميجا-3 الدهنية على السلوك، أعطي
مجموعة من طلبة الكليات مكمل غذائي يتكون من الأحماض الدهنية اوميجا-3، فكانوا أقل
عدوانية بكثير عن أقرانهم الذين لم يتناولوا المكملات. لذلك كان من الطبيعي أن
تقترح بع الأبحاث زيادة الاهتمام بالمدخول اليومي من هذه المكملات والتي لها دور
هام ورئيسي في التحصيل الدراسي وتحسن في السلوك الاجتماعي.
الحامض
الدهني اوميجا-3 هو المكون الأساسي لنسيج الدماغ، لذلك فإن نقصه في الغذاء يترجم
إلى نقص في الوظائف العقلية، فهو ضروري لاتصال الموصلات العصبية بمستقبلاتها بصورة
سليمة تساعد على سهولة التعلم لذلك تجد في اليابان أكثر الطلبة يتناولونه كمكمل
غذائي.
أظهرت
نتائج إحدى الأبحاث أهمية الحامض الدهني اوميجا-3 لنمو المخ كما يلي:
الأطفال
الذين يحصلون على كميات منخفضة منه في غذائهم انخفضت قدراتهم العقلية وضعفت
أبصارهم.
البيئة
التي تتناول مصدر اوميجا-3 كأساس لأغذيتهم هم الأقل في أمراض النظام العصبي
المركزي. كلما
انخفض تناوله لدى حيوانات التجارب كلما كانت أمخاخها أقل حجمًا. انخفض مستوى الأطفال
التعليمي نتيجة لقلة تواجده في الطعام.
اقرأ أيضا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق