دماغ
المراهق يستمر في النمو
لسنوات
طويلة كما نظن أن سلوك المراهقين الطائش ما هو إلا نتيجة لفوضى الهرمونات في
أجسادهم، لكن الحقيقة التي أثبتت وجودها هي أن دماغ المراهق مثل الطفل لا يزال
ينموا، ولسوء الحظ فإن خطأ ما في خيارات المراهق الغذائية في هذه المرحلة. قد تؤثر
على قدراته ما تبقى من العمر.
يستعمل
البشر قشرة الدماغ وقرن آمون في التعلم والحفظ، حيث يتخصص قرن آمون بالحفظ وقشرة
الدماغ بالتعلم، تزداد قدرة الذاكرة القصيرة الأمد في قرن آمون على تخزين المعلومات، أما قشرة الدماغ فهي عبارة عن
مركز التفكير رفيع المستوى والإدراك الذاتي، حيث يكمن تفضيل الرياضيات عن الأدب أو
الرسم على التاريخ.
تعمل
حزمة الألياف العصبية في فترة المراهقة على زيادة حجمها من خلال إيجاد المزيد من
المشابك والتشعبات التي تصل بين شقي الدماغ وتسمح بانتقال المعلومات بيسر وسهولة.
بعد
نمو المشابك والتشعبات، ينتج الميالين (المادة البيضاء) وهي مادة دهنية تعمل على
حماية الخلايا العصبية وتغطي محاورها وتسمح للمعلومات بالانتقال بفعالية، بزيادتها
تزيد سرعة تدفق المعلومات بين الخلايا، تعتبر القشرة الجبهية هي آخر منطقة يظهر
فيها الميالين، وهي المنطقة المسئولة عن التفكير التجريدي واللغة وصنع القرارات،
وعندما يبدأ ظهورها في القشرة الجبهية تبدأ قدرة المراهق على الافتراض والنظر إلى
المستقبل والاستنتاج والتحليل والربط المنطقي.
كما
تعتبر الفصوص الجبهية مسئولة عن ترويض التصرفات الطائشة ومن خلالها يفكر الإنسان
بروية وهدوء وسمو.
أما
الأمجيدالا فهي على العكس من ذلك، حيث ترتبط بالتفكير العاطفي والأهوج والطائش،
يعتمد المراهقون في كثير من الأحيان على الأميجدالا أكثر من اعتمادهم على الفصوص
الجبهية، وهذا ما يفسر تصرفاتهم الهوجاء وقراراتهم الطائشة.
تحت
الفصوص الجبهية في دماغ المراهق وغيره توجد الفصوص الصدغية، وهي الموكلة بمعالجة
المعلومات السماعية والذاكرة السمعية، لكنها لا تفرز المادة السنجابية بشكل كامل
قبل سن السادسة عشر، وهذا ما يفسر تجاهل الطلاب تحت السادسة عشر لكثير من النصائح
المنطوقة وكرههم للمحاضرات والدروس الصوتية الرتيبة، التي تعتبر أسوأ طريقة
للتعليم حتى هذا العمر.
تحتوي
الفصوص الصدغية أيضًا على منطقة ويرنك المسئولة عن فك شفرات اللغة والتي تحول
الكلمات المنطوقة إلى معان مفهومة، أما منطقة بروكا الموجودة في الفصوص الجبهية
فهي تقوم بتخزين الكلمات والقواعد والتراكيب اللغوية، وبالتعاون ما بين هاتين
المنطقتين تترجم الأفكار إلى كلمات منطوقة، لكن هذا ليس كل شيء فيما يتعلق باللغة،
فمسؤولية اللغة الكبرى تتوزع على الشق الأيسر من الدماغ، ونفس الشيء ينطبق على
خلايا القشرة الجبهية، وفي فترة المراهقة يكتمل التواصل بين الجانب الأيمن والجانب
الأيسر لمنطقة ويرنك من خلال تكوين خلايا الميالين في حزمة الألياف العصبية بما
يسمح بالاتصال بين شقي الدماغ، إن التعاون بين شقي الدماغ يعني أن هناك مهارات
عليا في التفكير يتم استخدامها، وبدون الألياف العصبية لن تتم عملية التواصل بين
شقي الدماغ، وبعد تكون الميالين بشكل تام في حزمة الألياف العصبية يصبح الاتصال
أكثر براعة.
وكما
ذكرنا سابقًا فإن قرن آمون المسؤول عن الذاكرة قصيرة المدى والتي يتمثل دورها في
تذكر الحقائق المزعجة يكتمل نموها أيضًا.
اقرأ أيضا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق