تأثير معدن الحديد على الدماغ
في دراسة أخيرة أجريت على 76 فتاة مراهقة وجد بأن
تناول مكملات الحديد لمدة ثمانية أسابيع تحسن من أوضاع القدرة على التذكر بشكل
ملحوظ، واستنتج الباحثون بأن فقر الدم الناتج عن نقص الحديد يسبب ضعف في القدرة
على التعلم لدى الإناث المراهقات، وذلك لقلة تناولهم للأغذية الغنية بالحديد مع
سرعة فقده لديهن.
أما
بالنسبة للبالغين فإن نقص الحديد يؤدي إلى عدم القدرة على التركيز، وإعاقة التعلم
والذاكرة والمزاج وانخفاض الطاقة، أما نقص الحديد المبكر للأطفال حديثي الولادة
فهو سبب مهم لحدوث ضعف في التعلم والذاكرة لاحقاً.
كما
أن نقص الحديد لدى الأمهات قبيل الحمل وخلال الأشهر الأولى في الحمل قد يؤدي إلى
تغيرات عميقة في نمو دماغ الجنين.
يعتبر
اللحم الأحمر ولحم الدجاج من المصادر الغنية بالحديد كما أن البيض والحبوب الكاملة
والخضروات والبندق تحتوي على كمية أقل من الحديد ولكن من الممكن الحصول على أقصى
استفادة منها بزيادة القدرة على امتصاصها، عن طريق خلطها بمصدر لفيتامين ج الموجود
في الليمون وعصير البرتقال والطماطم.
الحديد أحد أسباب الزهايمر
أظهرت
إحدى الدراسات أن زيادة الحديد عن المعدل الطبيعي في الجسم ينتج عنه المزيد من
الجذور الحرة التي قد تهاجم المخ وتضعف قدراته، لذلك وجب تناول الحديد من مصادره
الطبيعية وعدم الاعتماد على حبوب المكملات الغذائية كمصدر للحديد لفترة طويلة بدون
استشارة طبية أو حاجة ملحة.
نقص الداخل من الحديد إلى الجسم يعود إلى عدة
أسباب:
-العادات الغذائية لدى بعض الشعوب حيث تتناول
النساء ما تبقى من طعام الرجال مما يؤدي إلى قلة الداخل من المغذيات الهامة لهن
والتي قد تكون أكثر حاجة من الرجل لها، وينتج عن ذلك إنجاب الأبناء المرضى وعدم
قدرة المرأة على القيام بواجباتها اليومية بالشكل المطلوب، إضافة إلى سهولة تعرضها
للمرض والعدوى.
-تناول الشاى أو القهوة والمشروبات المنبهة بعد
وجبات الطعام مما يعوق امتصاص الحديد الذي يتحول إلى ملح غير ذائب ويخرج مع
الفضلات، تنطبق هذه القاعدة على الحديد ذو المصدر النباتى بصفة خاصة.
-النزف المستمر للدم لأى سبب من الأسباب.
-بعض الأمراض الوراثية.
وجد الباحثون أن نقص عنصر الحديد في الجسم، ولو
كان بصورة بسيطة، قد يضعف التفكير والقدرة على التعلم والتذكر، وأوضح العلماء في
جامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية، أن تعاطى مكملات الحديد يساعد في عكس هذا الأثر
ويزيل أية اضطرابات أو مشكلات في التعلم والذاكرة ناتجة عن نقصه في الجسم.
وتعتبر الدراسة الجديدة الأولى من نوعها التي
تربط نقص الحديد ببطء التفكير والاستيعاب وضعف الذاكرة، وتظهر أن مكملاته تعادل
الخلل وتمحو التأثير السلبي لفقر الدم.
ونبه العلماء إلى أن مكملات الحديد لا تكون مفيدة
للسيدات اللاتي يملكن مستويات طبيعية منه لذا لابد من قياس مستوياته في الدم قبل
استخدامها.
وقام
هؤلاء بمتابعة أكثر من 100 سيدة خضعن لاختبارات الذاكرة والتعلم، تراوحت أعمارهن
بين 18 – 35 عاماً، عانت نصفهن من نقص بسيط في الحديد ولكن دون ظهور فقر الدم
الكامل الذي ينتج بصور رئيسة عن نقص شديد في هذا العنصر، فيقل تعداد الدم الكامل
نتيجة انخفاض إنتاج خلايا الدم الحمراء الحاملة للأكسجين. ولاحظ الخبراء أن النساء
في الاختبار الأول الذي تمثل في تذكر مجموعة من الصور عرضت على شاشة الحاسوب، نسين
ثمانى أسئلة من أصل 54 في حال تمتعن بمستويات طبيعية من الحديد في دمائهن، بينما
أضاعت السيدات المصابات بنقص العنصر ضعف هذا العدد، ولكن بعد إعطاء النساء
المريضات 60 مللى غراماً من مكملات الحديد يومياً ثم قياس مستوياته في دمائهن
للتأكد من رجوعها إلى وضعها الطبيعي لمدة 4 أشهر، تبين أن أدائهن في الاختبارات
تحسن كثيراً ووصل إلى نفس مستوى السيدات الصحيحات.
وكانت
الدراسات السابقة التي أجريت على الفئران، قد ربطت بين نقص الحديد واختلال الوظائف
الكيماوئية للدماغ، وقد تنطبق نفس الألية على النساء، لأن الحديد يساعد في تحسين
إنتاج الكيماويات العصبية في المخ كالدوبامين والسيروتونين، وبالتالي استعادة
القدرة على التعلم والتذكر وتصحيح الأخطاء المتواجدة.
وأشار الباحثون في اجتماع الجمعية الأمريكية
للفسيولوجي ووظائف الأعضاء، إلى أن 20 في المائة من السيدات عامة، يعانين من نقص
مزمن في الحديد، ولابد لهن من قياس مستوياته في دمائهن قبل أن يهرعن لابتلاع
أقراصه، لأن الحديد الزائد في الجسم يضر ولاينفع، ويسبب مشكلات صحية أهمها تلف
الكبد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق