الأربعاء، 9 مايو 2018

أثر مشروبات الطاقة على الدماغ


مشروبات الطاقة وبدائلها الصحية
تحتوي مشروبات الطاقة على الكافيين والتورين والجلوكوز، والبعض منها يحتوي على بعض الأعشاب مثل الجنسنج والجنكة والبيلوبا.
منطقياً يساعد الجلوكوز والكافيين على تحسين القدرات العقلية والانتباه والأداء المعرفي وتحسين المزاج، والقدرة على التحمل البدني، وفي دراسة أجريت في جامعة نورثامبريا تم فيها تقييم مزاج بعض المتطوعين قبل الشرب وبعد 30 دقيقة من الشرب، مقاييس النتائج الابتدائية تضمنت خمسة مظاهر من الأداء الإدراكي، كما تم مراقبة المزاج ومعدل نبضات القلب ومستويات الجلوكوز في الدم
تشير النتائج إلى أن مشروبات الطاقة أدت إلى تحسين الذاكرة الثانوية وسرعة الانتباه، لم يكن هنالك تأثيرات إدراكية أخرى أو حتى مزاجية، بل إن التحسن الناتج على الإدراك راجع إلى الكافيين الموجود بهذه المشروبات، دراسات أخرى تؤكد حدوث تحسن في الذاكرة اللفظية ومعالجة المعلومات راجع إلى وجود مادتين الكافيين والتورين. بل تجمع الدراسات بين ثلاث مواد أساسية لحدوث التأثير الإيجابي في العقل والمزاج وهي الكافيين والتورين والجلوكيورونولاكتون (مادة تنتج عن تمثيل الجلوكوز في كبد الإنسان)، كما تؤكد أحد الدراسات إن اجتماع 33 جرام من الكافيين و 60 جرام من الجلوكوز يساعد على تخفيف العجز في الأداء الإدراكي والتعب لفترات طويلة من الأعمال العقلية.
في المقابل تمت دراسات أخرى بجامعات أمريكية لتكشف لنا عن الوجه الآخر لهذا المشروب، وقد وجدت أن الكميات الكبيرة من الكافيين التي تتواجد في هذه المشروبات من الممكن أن تسبب الأرق والعصبية والصداع وعدم انتظام ضربات القلب، بل قد تؤدي إلى الوفاة لدى المصابين بحساسية من الكافيين، ومرضى القلب، وكمية التورين والجينسينج وبعض الأعشاب لا تؤدي دور أو فوائد علاجية لأنها أقل بكثير من الكميات العلاجية الصحيحة.
دراسة أخرى بجامعة بافلو تحذر من إفراط المراهقين لتناول هذه المشروبات كونها ارتبطت بشكل سلبي بسلوكيات منحرفة، حيث أن تكرار استهلاك هذه المشروبات ارتبط باستخدام الماريجوانا والمشاكل السلوكية الجنسية و العنف والامتناع عن ربط حزام الأمان والتدخين وشرب الكحول، والعقاقير المخدرة.
تعلن الأبحاث الأمريكية عن مخاوفها حول تزايد استهلاك هذه المنتجات والتي يتطلب انسحابها من الجسم ثمناً مرهقاً، مزيد من القلق حول الجمع بين مادتي الكافيين والكحول والتي قد تزيد من مخاطر الكحول مقارنة بتناولها منفردة العديد من الدراسات تشير إلى أن مشروبات الطاقة قد تكون بمثابة بوابة لأشكال أخرى من الإدمان على العقاقير.
وبحسب باحثين بجامعة ولاية أوكولاهوما فإن مشروبات الطاقة من الممكن ان تكون بوابة للمخدرات كونها تتكون من منشطات عدة ( غورانا، جينسينج، إن استيل إل تيروسين يوهمبين إتش سي إل، إيفوديمين، يربا مات وغيرها) وهي تؤثر على النواقل العصبية والذهن (دوبامين، إبنفيرين، سيروتونين) تماماً كما تفعل المخدرات.
يرتبط استهلاك مشروبات الطاقة مع أمراض القلب والموت المفاجئ واحتشاء عضلة القلب وتراكم الصفائح الدموية واختلال وظائف الخلايا الغشائية لدى الشباب الأصحاء.
على عكس ما يظن البعض، فإن مشروبات الطاقة تؤدي إلى انخفاض مستوى اللياقة البدنية فضلاً عن ارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب كما تؤكد دراسة مقامة بجامعة ولاية تارليتون.
يؤكد الباحثون أن التناول المفرط لمشروبات الطاقة قد يحفز الذهان في الأشخاص الأصحاء ويفاقم الأعراض لدى الصابين بالذهان نتيجة الإفراط في جرعة الكافيين.
الحبوب مع الحليب الخالي الدسم بديل مثالي لمشروبات الطاقة
يحتاج ممارسي الرياضة إلى تجديد طاقتهم وتعويض البروتينات المفقودة من العضلات خلال التمرين، وبما أن الرياضة قد تسبب انهيار مستمر في بروتين العضلات، فإن تعويضه يصبح أمر ضروي عن طريق الغذاء.
في دراسة تمت بجامعة تكساس ونشرت بمجلة الجمعية الدولية للرياضة أكد الباحثون أن الحبوب والحليب خالي الدسم قادران على إعادة الانتعاش واستعادة الطاقة وتعويض البروتينات المفقودة بعد ممارسة الرياضة بشكل مثالي بدلاً عن مشروبات الطاقة التجارية، وهي أكثر صحة وأقل تكلفة إضافة إلى كونها تعزز تصنيع البروتين، خلافًا لمشروبات الطاقة الكربوهيدراتية.
المشروبات الكربوهيدراتية والسكرية يتم تمثيلها سريعًا داخل الجسم مما يعطي دفقة من الطاقة العالية تنحدر سريعًا إلى مستوى ضعيف فينتج عن ذلك التعب والخمول وبعض المشاعر السلبية، مستوى الكافيين العالي في هذه المشروبات يزيد الطين بلة، وللحصول على طاقة جيدة تستمر لفترة أطول بفضل اختيار الحبوب الكاملة أو التي تحتوي على النخالة في الوجبة، فهي تساعد مع الحليب في تأخير إطلاق السكر للدم، مما يعني عدم الاحتراق السريع للسكر والكربوهيدرات، والنتيجة طاقة تستمر لفترة أطول ومشاعر إيجابية أفضل.
تناول الحبوب مع الحليب الخالي الدسم من الممكن أن يكون له نفس مفعول مشروبات الطاقة على الرياضيين، إذا أضفنا إليها كوب من القهوة المحلاة بالسكر فقد أضفنا مفعول مضاعف للطلاب من أجل تحسين الانتباه أثناء النهار، بل إن كوب من القهوة يحتوي على جرعة آمنة من الكافيين لدى الأشخاص الطبيعيين وليس للمصابين بحساسية الكافيين، ويمكن تكرار شرب القهوة خلال فترات متقطعة من النهار للحصول على مفعول أطول وأقل ضررًا وأكثر أمنًا.
وللحصول على تركيز أعلى من الجلوكوز فإن حبيبات العنب او الزبيب اللذيذة كفيلة بتقديم أروع النتائج إذا ما تم تناولها بعد كوب القهوة الصباحي. كما أن التورين مكون طبيعي للحوم الحمراء وللحصول على فوائد التورين يفضل تناول اللحوم عن تناول مشروبات الطاقة.
اقرأ أيضا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق